كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



كانت هذه الرؤيا نصب عين يوسف آخذة بمجامع قلبه ولا يزال تنزع نفسه إلى حب ربه التوله إليه على ما به من علو النفس وصفاء الروح والخصائص الحميدة وكان ذا جمال بديع يبهر القول ويدهش الألباب.
وكان يعقوب يحبه حبا شديدا لما يشاهد فيه من الجمال البديع ويتفرس فيه من صفاء السريرة ولا يفارقه ولا ساعة فثقل ذلك على اخوته الكبار واشتد حسدهم له حتى اجتمعوا وتامروا في امره فمن مشير على قتله ومن قائل اطرحوه ارضا يخل لكم وجه ابيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين ثم اجتمع رأيهم على ما اشار به عليهم بعضهم وهو ان يلقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة وعقدوا على ذلك.
فلقوا اباهم وكلموه ان يرسل يوسف معهم غدا يرتع ويلعب وهم له حافظو فلم يرض به يعقوب واعتذر انه يخاف ان ياكله الذئب فلم يزالوا به يراودونه حتى ارضوه واخذوه منه وذهبوا به معهم إلى مراتع اغنامهم بالبر فالقوه في جب هناك وقد نزعوا قميصه.
ثم جاؤا بقميصه ملطخا بدم كذب إلى ابيهم وهم يبكون فاخبروه انهم ذهبوا اليوم للاستباق وتركوا يوسف عند متاعهم فاكله الذئب وهذا قميصه الملطخ بدمه.
فبكى يعقوب وقال بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ولم يقل ذلك الا بتفرس الهى القى في روعه ولم يزل يعقوب يذكر يوسف ويبكى عليه ولا يتسلى عنه بشئ حتى ابيضت عيناه من الحزن وهو كظيم.
ومضى بنوه يراقبون الجب حتى جاءت سيارة فأرسلوا واردهم للاستقاء فأدلى دلوه فتعلق يوسف بالدلو فخرج فاستبشروا به فدنى منهم بنو يعقوب وادعوا انه عبد لهم ثم ساوموهم حتى شروه بثمن بخس دراهم معدودة.
وسارت به السيارة إلى مصر وعرضوه للبيع فاشتراه عزيز مصر وادخله بيته وقال لامراته اكرمي مثواه عسى ان ينفعنا أو نتخذه ولدا وذلك لما كان يشاهد في وجهه من آثار الجلال وصفاء الروح على ما له من الجمال البديع فاستقر يوسف في بيت العزيز في كرامة واهناء عيش وهذا اول ما ظهر من لطيف عناية الله بيوسف وعزيز ولايته له حيث توسل اخوته بالقائه في الجب وبيعه من السيارة إلى اماتة ذكره وتحريمه كرامة الحياة في بيت ابيه اما اماتة الذكر فلم ينسه ابوه قط واما مزية الحياة فان الله سبحان بدل له بيت الشعر وعيشة البدوية قصرا ملكيا وحياة حضرية راقية فرفع الله قدره بعين ما ارادوا ان يحطوه ويضعوه وعلى ذلك جرى صنع الله به ما سار في مسير الحوادث.
وعاش يوسف في بيت العزيز في اهناء عيش حتى كبر وبلغ اشده ولم يزل تزكو نفسه ويصفو قلبه ويشتغل بربه حتى توله في حبه واخلص له فصار لا هم له الا فيه فاجتباه الله واخلصه لنفسه وآتاه حكما وعلما وكذلك يفعل بالمحسنين.
وعشقته امرأة العزيز وشغفها حبه حتى راودته عن نفسه وغلقت الابواب ودعته إلى نفسها وقالت هيت لك فامتنع يوسف واعتصم بعصمة الهية وقال معاذ الله انه ربى احسن مثواى انه لا يفلح الظالمون واستبقا الباب واجتذبته وقدت قميصه من خلف والفيا سيدها لدى الباب فاتهمت يوسف بأنه كان يريد بها سوءا وانكر يوسف ذلك غير ان العناية الإلهية ادركته فشهد صبى هناك في المهد ببراءته فبرأه الله.
ثم ابتلى بحب نساء مصر ومراودتهن وشاع أمر امراة العزيز حتى آل الأمر إلى دخوله السجن وقد توسلت امرأة العزيز بذلك إلى تأديبه ليجيبها إلى ما تريد والعزيز إلى ان يسكت هذه الا راجيف الشائعة التي كانت تذهب بكرامه بيته وتشوه جميل ذكره.
فدخل يوسف السجن ودخل معه السجن فتيان للملك فذكر احدهما انه راى في منامه انه يعصر خمرا والاخر راى انه يحمل فوق راسه خبزا تأكل الطير منه وسألاه ان يؤول منامهما فأول رؤيا الأول انه سيخرج فيصير ساقيا للملك ورؤيا الثاني انه سيصلب فتأكل الطير من راسه فكان كما قال وقال يوسف للذى راى انه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين.
وبعد بضع من السنين راى الملك رؤيا هالته فذكرها لملاه وقال انى ارى سبع بقرات سمان ياكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخر يابسات يا ايها الملا افتوني في رؤياي ان كنتم للرؤيا تعبرون قالوا اضغاث احلام وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين وعند ذلك ادكر الساقى يوسف وتعبيره لمنامه فذكر ذلك للملك واستاذنه ان يراجع السجن ويستفتى يوسف في أمر الرؤيا فاذن له في ذلك وارسله إليه.
ولما جاءه واستفتاه في أمر الرؤيا وذكر ان الناس ينتظرون ان يكشف لهم امرها قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله الا قليلا مما تأكلون ثم ياتي من بعد ذلك سبع شداد ياكلن ما قدمتم لهن الا قليلا مما تحسنون ثم ياتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون.
فلما سمع الملك ما افتى به يوسف اعجبه ذلك وامر باطلاقه واحضاره ولما جاءه الرسول لتنفيذ أمر الملك أبى الخروج والحضور إلا أن يحقق الملك ما جرى بينه وبين النسوة ويحكم بينه وبينهن ولما احضرهن وكلمهن في امره اتفقن على تبرئته من جميع ما اتهم به وقلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء وقالت امراة العزيز الآن حصحص الحق انا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين فاستعظم الملك امره في علمه وحكمه واستقامته وامانته فامر باطلاقه واحضاره معززا وقال ائتونى به استخلصه لنفسي فلما حضر وكلمه قال انك اليوم لدينا مكين امين وقد محصت احسن التمحيص واختبرت ادق الاختبار.
قال يوسف اجعلني على خزائن الأرض ارض مصر انى حفيظ عليم حتى اهيئ الدولة في هذه السنين السبع المخصبة التي تجرى على الناس لانجائهم مما يهددهم من السنين السبع المجدبة فأجابه الملك على ذلك فقام يوسف بالأمر وامر باجادة الزرع واكثاره وجمع الطعام والميرة وحفظه في المخازن بالحزم والتدبير حتى إذا دهمهم السنون المجدبة وضع فيهم الارزاق وقسم بينهم الطعام حتى انجاهم الله بذلك من المخمصة وفي هذه السنين انتصب يوسف لمقام عزة مصر واستولى على سرير الملك فكان السجن طريقا له يسلك به إلى اريكة العزة والملك باذن الله وقد كانوا تسببوا به إلى اخماد ذكره وانسائه من قلوب الناس واخفائه من اعينهم.
وفى بعض تلك السنين المجدبة دخل على يوسف اخوته لاخذ الطعام فعرفهم وهم له منكرون فاستفسرهم عن شانهم وعن انفسهم فذكروا له انهم ابناء يعقوب وانهم احد عشر اخا اصغرهم عند ابيهم يأنس به ولا يدعه يفارقه قط فاظهر يوسف انه يشتاق ان يراه فيعرف ما باله يخصه ابوه بنفسه فامرهم ان ياتوه به ان رجعوا إليه ثانيا للامتيار وزاد في اكرامهم وايفاء كيلهم فاعطوه العهد بذلك وامر فتيانه ان يدسوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى اهلهم لعلهم يرجعون.
ولما رجعوا إلى ابيهم حدثوه بما جرى بينهم وبين عزيز مصر وانه منع منهم الكيل إلا أن يرجعوا إليه باخيهم بنيامين فامتنع ابوهم من ذلك ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم فراجعوا اباهم وذكروا له ذلك واصرو على ارسال بنيامين معهم إلى مصر وهو يأبى حتى وافقهم على ذلك بعد ان اخذ منهم موثقا من الله لياتنه به إلا أن يحاط بهم.
ثم تجهزوا ثانيا وسافروا إلى مصر ومعهم بنيامين ولما دخلوا على يوسف آوى إليه اخاه وعرفه نفسه وقال انى انا اخوك واخبره انه يريد ان يحبسه عنده فعليه ان لا يبتئس بما سيشاهده من الكيد.
ولما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل اخيه فاذن مؤذن ايتها العير انكم لسارقون قالوا واقبلوا عليهم ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وانا به زعيم قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين قالوا فما جزاؤه ان كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزى السارق فيما بيننا فبدا بأوعيتهم قبل وعاء اخيه ثم استخرجها من وعاء اخيه ثم أمر بالقبض عليه واسترقه بذلك.
فراجعه اخوته في اطلاقه حتى سألوه ان ياخذ احدهم مكانه رحمة بأبيه الشيخ الكبير فلم ينفع فرجعوا إلى ابيهم آئسين غير ان كبيرهم قال لهم ألم تعلموا ان اباكم قد اخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن ابرح الأرض حتى ياذن لى أبى أو يحكم الله لى وهو خير الحاكمين فبقى بمصر وساروا.
فلما رجعوا إلى ابيهم وقصوا عليه القصص قال بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل عسى الله ان ياتيني بهم جميعا ثم تولى عنهم وقال يا اسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم فلما لاموه على حزنه الطويل ووجده ليوسف قال انما اشكوا بثى وحزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون ثم قال لهم يا بنى اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه ولا تيأسوا من روح الله فانى ارجوا ان تظفروا بهما.
فسار نفر منهم إلى مصر واستاذنوا على يوسف فلما شخصوا عنده تضرعوا إليه واسترحموه في انفسهم واهلهم واخيهم الذي استرقه قائلين يا ايها العزيز قد مسنا واهلنا الضر بالجدب والسنة وجئنا ببضاعة مزجاة فاوف لنا الكيل وتصدق علينا باخينا الذي تملكته بالاسترقاق ان الله يجزى المتصدقين.
وعند ذلك حقت كلمته تعالى ليعزن يوسف بالرغم من استذلالهم له وليرفعن قدره وقدر اخيه وليضعن الباغين الحاسدين لهما فأراد يوسف ان يعرفهم نفسه وقال لهم هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه إذ انتم جاهلون؟ قالوا ءإنك لانت يوسف؟ قال انا يوسف وهذا اخى قد من الله علينا انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وان كنا لخاطئين فاعترفوا بذنبهم وشهدوا ان الأمر إلى الله يعز من يشاء ويذل من يشاء وان العاقبة للمتقين وان الله مع الصابرين فقابلهم يوسف بالعفو والاستغفار وقال: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وقربهم إليه وزاد في اكرامهم.
ثم امرهم ان يرجعوا إلى اهليهم ويذهبوا بقميصه فيلقوه على وجه ابيه يأت بصيرا فتجهزوا للسير ولما فصلت العير قال يعقوب لمن عنده من بنيه انى لاجد ريح يوسف لولا ان تفندون قال من عنده من بنيه: تالله انك لفى ضلالك القديم ولما جاءه البشير القى القميص على وجهه فارتد بصيرا فرد الله سبحانه إليه بصره بعين ما ذهب به وهو القميص قال يعقوب لبنيه ألم اقل لكم انى اعلم من الله ما لا تعلمون قالوا يا ابانا استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئين قال سوف استغفر لكم ربى انه هو الغفور الرحيم.
ثم تجهزوا للمسير إلى يوسف واستقبلهم يوسف وضم إليه ابويه واعطاهم الا من وادخلهم دار الملك ورفع ابويه على العرش وخروا له سجدا يعقوب وامراته واحد عشر من ولده قال يوسف يا ابت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربى حقا ثم شكر الله على لطيف صنعه في دفع النوائب العظام عنه وايتائه الملك والعلم.
وبقى آل يعقوب بمصر وكان اهل مصر يحبون يوسف حبا شديدا لفضل نعمته عليهم وحسن بلائه فيهم وكان يدعوهم إلى دين التوحيد وملة آبائه إبراهيم واسحاق ويعقوب عليه السلام (كما ورد في قصة السجن وفي سورة المؤمن)
2- ما اثنى الله عليه ومنزلته المعنوية كان: عليه السلام من المخلصين وكان صديقا وكان من المحسنين وقد آتاه الله حكما وعلما وعلمه من تأويل الاحاديث وقد اجتباه الله واتم نعمته عليه والحقه بالصالحين (سورة يوسف) واثنى عليه بما اثنى على آل نوح وابراهيم عليه السلام من الأنبياء وقد ذكره فيهم (سورة الانعام).
3- قصته في التوراة الحاضرة: قالت التوراة وكان بنو يعقوب اثنى عشرة بنو ليئة رأوبين بكر يعقوب وشمعون ولاوى ويهودا ويساكر وزنولون وابنا راحيل يوسف وبنيامين وابنا بلهة جارية راحيل دان ونفتالى وابنا زلفة جارية ليئة جاد واشير هؤلاء بنو يعقوب الذين ولدوا في فدان ارام.
قالت يوسف إذ كان ابن سبع عشرة سنة كان يرعى مع اخوته الغنم وهو غلام عند بنى بلهة وبنى زلفة امراتى ابيه واتى يوسف بنميمتهم الردية إلى ابيهم واما إسرائيل فاحب يوسف اكثر من سائر بنيه لأنه ابن شيخوخته فصنع له قميصا ملونا فلما راى اخوته ان اباهم احبه اكثر من جميع اخوته ابغضوه ولم يستطيعوا ان يكلموه بسلام.
وحلم يوسف حلما فاخبر اخوته فازدادوا أيضا بغضا له فقال لهم اسمعوا هذا الحلم الذي حلمت فها نحن حازمون حزما في الحفل وإذا حزمتى قامت وانتصبت فاحتاطت حزمكم وسجدت لحزمتى فقال له اخوته العلك تملك علينا ملكا ام تتسلط علينا تسلطا وازدادوا أيضا بغضا له من اجل احلامه ومن اجل كلامه.
ثم حلم أيضا حلما آخر وقصه على اخوته فقال انى قد حلمت حلما أيضا وإذا الشمس والقمر واحد عشر كوكبا ساجدة لى وقصه على ابيه وعلى اخوته فانتهره ابوه وقال له ما هذا الحلم الذي حلمت؟ هل ياتي انا وامك واخوتك لنسجد لك إلى الأرض فحسده اخوته واما ابوه فحفظ الأمر.
ومضى اخوته ليرعوا غنم ابيهم عند شكيم فقال إسرائيل ليوسف أليس اخوتك يرعون عند شكيم؟ تعال فأرسلك إليهم فقال له ها انا ذا فقال له اذهب انظر سلامة اخوتك وسلامة الغنم ورد لى خبرا فارسله من وطاء حبرون فأتى إلى شكيم فوجده رجل وإذا هو ضال في الحفل فسأله الرجل قائلا ما ذا تطلب؟ فقال انا طالب اخوتى اخبرني اين يرعون؟ فقال الرجل قد ارتحلوا من هنا لانى سمعتهم يقولون لنذهب إلى دوثان فذهب يوسف وراء اخوته فوجدهم في دوثان.
فلما ابصروه من بعيد قبل ما اقترب إليهم احتالوا له ليميتوه فقال بعضهم لبعض هو ذا هذا صاحب الاحلام قادم فالان هلم نقتله ونطرحه في احدى هذه الابار ونقول وحش ردي اكله فنرى ماذا يكون احلامه؟ فسمع رأوبين وانقذه من ايديهم وقال لا نقتله وقال لهم رأوبين لا تسفكوا دما اطرحوه في هذه البئر التي في البرية ولا تمدوا إليه يدا لكى ينقذه من ايديهم ليرده إلى ابيه فكان لما جاء يوسف إلى اخوته انهم خلعوا عن يوسف قميصه القميص الملون الذي عليه واخذوه وطرحوه في البئر واما البئر فكانت فارغة ليس فيها ماء.
ثم جلسوا ليأكلوا طعاما فرفعوا عيونهم ونظروا وإذا قافلة اسماعيليين مقبلة من جلعاد وجمالهم حاملة كتيراء وبلسانا ولادنا ذاهبين لينزلوا بها إلى مصر فقال يهوذا لاخوته ما الفائدة ان نقتل اخانا ونخفى دمه؟ تعالوا فنبيعه للاسماعيليين ولا تكن ايدينا عليه لأنه اخونا ولحمنا فسمع له اخوته.
واجتاز رجال مديانيون تجار فسحبوا يوسف واصعدوه من البئر وباعوا يوسف للاسماعيليين بعشرين من الفضة فأتوا بيوسف إلى مصر ورجع رأوبين إلى البئر وإذا يوسف ليس في البئر فمزق ثيابه ثم رجع إلى اخوته وقال الولد ليس موجودا وانا إلى اين اذهب؟ فاخذوا قميص يوسف وذبحوا تيسا من المعزى وغمسوا القميص في الدم وارسلوا القميص الملون واحضروه إلى ابيهم وقالوا وجدنا هذا حقق أقميص ابنك هو ام لا؟ فتحققه وقال قميص ابني وحش ردى اكله افترس يوسف افتراسا فمزق يعقوب ثيابه ووضع مسحا على حقويه وناح على ابنه اياما كثيرة فقام جميع بنيه وجميع بناته ليعزوه فابى ان يتعزى وقال انى انزل إلى ابني نائحا إلى الهاوية وبكى عليه ابوه.
قالت التوراة: واما يوسف فانزل إلى مصر واشتراه فوطيفار خصي فرعون رئيس الشرط رجل مصرى- من يد الاسماعيليين الذين انزلوه إلى هناك وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا وكان في بيت سيده المصرى.